الكثيرون يوافقونني الرأي في تلك الخسارة المخزية التي تعرض لها الفريق الأول لنادي النصر أمام الاتحاد يوم الخميس الماضي وبأن ما حدث هو عبارة عن استهتار وتهاون من الجميع دون استثناء ابتداء بالإدارة إلى آخر لاعب بالفريق فما لحظته أثناء المباراة من الجميع حتى بعد المباراة ومن خلال التصاريح أمر يجعلني أشك وأحلل كلام الدكتور مدني رحيمي الذي قاله بين شوطي المباراة بأن النصر قد سلم المباراة للاتحاد.
لم تكن تلك هي روح النصر ولم ألمس الرغبة الحقيقية بالفوز ومن أول خمس دقائق شعرت بأن هؤلاء ليسوا هم نجوم النصر الذين قدموا الجميل طول المباريات السابقة، الأمر ظهر لي مختلفاً تماماً لكني لم أجد أسبابا معينة تفسر ما حدث!! اللاعبون هم أنفسهم لم يتغيب أحد أو يتغير ولا أعتقد بأن الأهداف قد تغيرت إذن ماذا حدث؟ من يعتقد أنها خسارة عادية تحدث في كرة القدم وأي فريق ممكن يحدث له ما حدث للنصر في تلك الليلة أنا متفق معه تماماً لكني أجد النصر وفي الجولات الماضية تحديدا مختلف تماما ومن الصعب الرجوع للخلف لأيام الأربعات والخمسات فتلك الأيام قد نسيناها ولا نريد أن نتذكرها. قد يخسر النصر من الاتحاد بهدف أو هدفين فالأمر مقبول نسبياً لكن أن يصل الأمر إلى أكثر من ذلك فهذا غير مقبول ولن ترضى عنه الجماهير.
بنظرة بسيطة إلى نتائج النصر في الدوري نجد أنه يحقق نتائج ايجابية بخط دفاع ضعيف جدا بدليل كمية الأهداف التي ولجت مرماه فماذا صنعتم يا رجال النصر حتى تعالجوا ذلك الضعف الواضح في فريقكم؟ أنا شخصياً لا أرى شيئاً!!
* أسامة هوساوي نجم الدفاع الوحداوي وأحد النجوم القلائل الذين يملكون الموهبة خصوصاً في خط الدفاع يُعرض على قائمة الانتقال ليفكر الكثيرون ممن هم مهتمون بأنديتهم ويبذلون الغالي والنفيس من أجلها في الظفر بخدمات هذا النجم إلا رجال النصر لم يفكروا مجرد التفكير في ضم هذا النجم وكأنهم يملكون خط دفاع على أعلى مستوى حتى مجرد الحضور في صفقة كهذه بحكم أنهم يقودون ناديا عريقا له من الجماهير العدد الكبير بين المنافسين ليحظوا فقط بشرف المحاولة والمنافسة مع الأسف حتى هذا لم يحدث.
كل النقاد والمحللين يصنفون النصر من الأندية الكبيرة لكن المتابع لا يجد أفعالا كبيرة بحجم وكبر تلك المكانة التي للنصر.
لن يحقق النصر أي بطولة وهو بعيد عن ضم النجوم الحقيقيين أصحاب المستويات الكبيرة والاعتماد على من هم أقل من ذلك سيجلب المزيد من الإخفاقات وأنا هنا لا أرمي إلى أن النصر لا يملك نجوما كبارا فذلك ظلم واضح لا أقبله، النصر يملك نجوما كبارا وعلى أعلى مستوى لكنهم لا يكفون لحصد البطولات. انظروا إلى الصف الأساسي والاحتياطي في الاتحاد كمثال حي لن تجدوا فرقا فنجوم الاتحاد هم بداخل الملعب وخارجه ذلك هو التجهيز المثالي لفريق يبحث عن توالي الإنجازات بمثل هذه النظرة أجد النصر بعيدا من هذا كله.
القضية ليست صعبة أو مستحيلة. الأمر يحتاج إلى توفير الملايين فالنجوم لن يحضروا بأقل من ذلك. ولا أخفي عليكم الكثيرون الآن يضعون أيديهم على قلوبهم عندما يسمعون بقرب انتهاء عقد نجمهم المحبوب سعد الحارثي. ترى من سيقنع سعد بالتوقيع للنصر دون أخذ ما يستحقه من مقدم عقد؟ ذلك الهاجس أصبح يؤرق مضاجع النصراويين.
الحقيقة والعلة واضحة ويعلمها القريب والبعيد في النصر، لكن العين بصيرة واليد قصيرة، في السابق وقبل الاحتراف وكما كان يقول الرمز الراحل الأمير عبدالرحمن بن سعود رحمه الله كانت الخمسون ألفا تقود النصر للبطولات أما الآن فخمسون مليوناً.
كنت أعلم مسبقاً بأن مباراة الاتحاد ستكون بمثابة المنبه الذي يوقظ النائمين من سباتهم لأنها كانت ومن وجهة نظري هي الاختبار الحقيقي لمدى جاهزية وقوة النصر؛ فهزيمة الاتحاد لو حدثت ستكون دليلا قاطعا بأن النصر أصبح فعلاً جاهزاً لحصد البطولات لكن هذا لم يحدث إذن هي فرصة لمراجعة الأوضاع والتركيز أكثر من قِبل الجميع وبلا استثناء، هناك أخطاء واضحة إدارية وفنية يجب تداركها قبل فوات الأوان حتى لا يخسر الأصفر كل تلك المكاسب التي أعادت الجماهير إلى المدرجات.
* لم يستفد النصر من تلك التوأمة المزعومة بينه وبين الاتحاد التي يرددها بعض الإعلاميين بل الاتحاد هو المستفيد الكبير من تلك التوأمة فالنصر بنظرة بسيطة منذ بداية تلك التوأمة كم مرة حقق الفوز على الاتحاد؟ ستجدون الإجابة لا تتجاوز المرتين وجميعها بالرياض إذن الاتحاد كان المستفيد الأكبر من تلك التوأمة. باختصار يجب أن يعرف كل لاعب نصراوي أن الاتحاد هو نادٍ منافس في الملعب ويجب أن تختفي كل الاعتبارات والمجاملات وتتغير تلك النظرة متى ما طبق اللاعبون هذا فلن تكون هناك عقدة اتحادية وفي أسوأ الأحوال سيظهر النصر بمستوى مشرف يرضى عنه الجميع.
* في مباراة الوطني التي سبقت مباراة الاتحاد وكما سمعت أن الإدارة أعطت تلك المباراة أهمية أكبر من اهتمامها بمباراة الاتحاد بدليل أن النصر لم يقدم المستوى المطلوب لكنه تفوق كنتيجة بالحماس والروح المعنوية التي كانت ظاهرة على كل اللاعبين بعكس مباراة الاتحاد التي ظهر فيها نجوم الفريق بلا روح أو حماس بدليل أن مباراة كمباراة النصر والاتحاد تخرج بعدد قليل جداً من البطاقات الملونة أمر يضع الكثير من علامات التعجب.
* محمد شريفي يتحمل مع المدافعين مسؤولية كل تلك الأهداف التي دخلت شباكه خلال هذا الموسم لكن هل نوقش شريفي في أسباب هبوط مستواه؟ كنت قد سمعت من نائب المشرف عبدالعزيز الدغيثر في أحد تصاريحه الموسم الماضي أن الإدارة ستقوم بتكريم شريفي نظير ما قدمه للفريق من مستوى متميز لكن هذا التكريم لم يحدث!!